لكلٍّ منا حظٌّ من معرفةٍ بالجسدِ
الذي أحسَّ نبضـَه من قبل أن يراه
وما منا فردٌ سَويٌّ
يدّعي قليلا أو كثيرا
من معرفة عما ندعوه الروح،
لكل منا جسد يقيم فيه
عابرا دنياه ،
فلا نرى سوي عظْم ولحمٍ
ودماء ودموعْ
وليس فينا من رأى طيفا ولا ظلا
سوى ثلاثة حروف من معجمنا
خفيفةٍ كالروح،
لكنها مشحونةٌ
بطاقة كأنها تنزلت من فوق الفوقِ
واستقرت في جِذر الأسماء ْ
وفي سِـرّ العناصرْ.
وامتلأتْ معاجمُ اللغات بأوصافها
وأطنبتْ بلاغةً جوفاء وسيولَ مشتقات،
ولم نزل ننتظر الجواب
عن سؤال أزليّ
لا يـُفحمه جوابْ .
لعل الروح جسدٌ من معدن شفافٍ
في انتظار الاكتشافْ
تعاني ما يعاني الجسمُ
من تشنجات ووخْـزاتْ
كما تعاني هذه الأجساد المشتكية الملولة.
لعلها فراشة شفافةٌ
حبيسة في الجسد الكثيف المتهالك الحبيس،
أو جذوة ذكاء من عقل قديم شاملْ
تسللتْ إلى كتلة طينٍ
ذات صدفة التحامٍ
دون علم أو حسبانْ
واختارت مستقرها
في برزخٍ منيع عن خرائط التصنيفِ
بين الشك واليقين.